كان صلى الله عليه وسلم يُشهرّ بالخطأ ويذمه ، ولا يشهر بصاحب الخطأ ، ولذلك لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يواجه شباب أمته بالخطأ أمام الناس ؛ لأن ذلك يؤذي إلى تحطيم شخصية المخطئ وإذلال نفسيته .
وعن أنس بن مالك قال : إن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي عن عمله في السر ؟ فقال بعضهم : لا أتزوج النساء . وقال بعضهم : لا آكل اللحم . وقال بعضهم : لا أنام على فراش . فحمد الله وأثنى عليه فقال : (( ما بال أقوام قالوا كذا وكذا ؟ لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني )) ]متفق عليه [.
كان رسول الله يوبخ دون اى تأنيب فقد روى البخاري عن أبي ذر قال : سببت رجلاً فعيّرته بأمه ( قال له : يا ابن السوداء ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يأ أبا ذر ، أعيّرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية ..)) ]انظر صحيح الجامع ، برقم (7822) [. فقد عالج النبي صلى الله عليه وسلم خطأ أبي ذر حين عيّر الرجل بسواده بالتوبيخ والتأنيب ثم وجهه لما يجب فعله .
كان صلى الله عليه وسلم لا يتوقف في تعليمه للشباب على أسئلتهم بل يبتدئهم بالفائدة إذا لم يسألوا ، ومن ذلك إبتداؤه معاذ بن جبل حين كان رديفه ، قال له : (( يا معاذ بن جبل )) قال معاذ : (( لبيك يارسول الله وسعديك ، وكررها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ، ثم قال : (( هل تدري ما حق الله على العباد ؟ )) قال معاذ : الله ورسوله أعلم . قال : (( فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً )) . ثم قال : (( هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ )) . قال معاذ : الله ورسوله أعلم . قال : (( ألا يعذبهم )) .
وابتداؤه صلى الله عليه وسلم لإبي هريرة حين قال : (( يا أبا هريرة ، كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن قنعاً تكن أسعد الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً ، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً ، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على صحابته القصص ليثبتهم ، وليعلمهم ، وليربيهم ، وكان ذلك في أول الدعوة بمكة ، يقول خباب : شكونا إلى سول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا . فقال : (( لقد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط من الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون )) . ]البخاري [.
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يراعي مشاعر صحابته فعن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شبيبة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً رفيقاً ، فظن أن قد أشتقنا إلى لإهلنا فسألنا عمن تركنا من أهلنا ؟ فأخبرناه فقال : (( أرجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم ، وعلّموهم ، وبروهم ، وصلوا كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا ، وصلوا كذا في حين كذا ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن فيكم أحدكم وليؤمكم أكبركم )) .
من خلال ما سردته عليكم نعلم ان رسول الله موسوعة يجب ان تدرس في الجامعات بل يجب ان نأخذ بكل ما امرنا ونأخد خطاه ونتعلم منه فمعرفته ومعرفة تعاملته في اى مجال سوف يفيدنا فادة كبيرة في حياتنا بل وفي اخرتنا
اتمنى ان نسير على هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم
منقووول